من عشرات السنوات ونحن كأطفال دائماً ننصت لآبائنا وأجدادنا ومعلمينا بل ومن المارة بالشوارع .. أحياناً تحدث مشاجرات بين كل هؤلاء .. نحن في عصر السرعة ودائماً نعيش بمؤخرة دول العالم !! وغيرهم يقول بأننا مهد الحضارات وأساس التاريخ .. فنحن نعشق ثقافة الخلاف !! من السبب في أننا نعيش في كنف الخلافات والهرطقات الكذابة .. هل العيب في الناس كشعب قائم بذاته أم العيب في الحكومات المتعاقبة أم العيب في القادة التي تسيطر على عقول هؤلاء بالفكر سواء بناء أو هدام من وجهة نظر أحدهما .. وما موقفنا نحن كشباب نعيش ضحية لكل هؤلاء … وما مكانة شباب المستقبل في ظل اقتلاع القيم الايجابية والبناءة التي تدعو لنهضة المجتمع !!
فإذا كان العيب في القادة سواء كانوا رسميين أو قادة عاديين .. فألا يتم تغييرهم واستبدالهم .. وإذا تم تغييرهم واستبدالهم لم نسير على دربهم .. وإذا كانوا هم ومن يتبع أحدهم على الدرب الصحيح فلماذا نصف أنفسنا بالتخلف !!!
أصبح مننا شباب ومسنين ونحمل معنا كافة الصراعات ويتولد معها تناحرات أودت بتدني مستوى الفكر والأخلاق .. أصبحنا وأمسينا نندم على قادة أو ساسة بعينهم .. ودائماً نردد الله يرحم أيام زمان !!
ألم نعيش تلك الأزمنة التى نندم عليها بوقتنا هذا .. بل دائماً نحمل معها همومنا الشخصية ونريد ان نتخلص منها حتى ولو على حساب غيرنا .. ونردد بالقول على لسان اجدادنا القرش الأبيض ينفع باليوم الأسود !! فما قيمة القرش بل الجنيه بوقتنا هذا .. أما آن الآوان لنتغير .
فنحن كشعب مصري نرث الثقافات الهدامة وننفذها بحذافيرها .. ونندم بل نتحسر على الثقافات البناءة ولا ننفذها .. بل ونسردها لأبنائنا كأساطير خيالية لعظماء الأمس وبمعاصرة عهدهم كنا ننتقدهم اشد انتقاد.
بل دائماً نوجه أخطائنا على غيرنا ونفرض شرور أعمالنا على حكامنا سواء ساسة أو قادة ، كنا نقول بأن مبارك يريد توريث الرئاسة لاحد ابنائه .. والآن نقول ولا يوم من أيامك يا مبارك !! ، ثم أتى حكم الإخوان وتحدثنا بالقول بأنهم يريدون تنفيذ أجندات سياسية خارجية .. والآن نقول بأن مرسي كان في صف الفقير !! ، واليوم نقول بأننا لا نطيق العيش في ظل ارتفاع الأسعار .. وهل لو انتهى الحكم الحالي؟؟ ماذا سيكون رد فعلنا عليهم؟؟ فهل سنندم عليهم بالأيام المقبلة؟؟ كما ندمنا على من كانوا قبلهم !!
وباعتباري متخصص خدمة اجتماعية وبالتأكيد سياسة اجتماعية بأننا نحن من نصنع السياسة .. ونحن من نخللها .. وارتفاع الأسعار أزمة سببها شعب وبالأخص تجار لتحقيق مكاسب شخصية .
نعم .. العيب في الشعب ذاته فهو من يترك الحبل على غاربه للتجار والساسة .. فلا تجار أو ساسة يفرضون سيطرتهم على شعب يزيد سكانه عن تسعون مليون نسمه .. نعم فلا حكومة أو برلمان أو رئيس يريد غيرهم أفضل منهما ليسطرهم التاريخ بأحرف من نور .
أعرفتم من السبب في إرتفاع الأسعار يا سادة ؟؟
وختاماً وليس آخراً علينا أن نتذكر قوله عز وجل
” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
“ذلك بأن لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
“ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”
” فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون”
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر